شعرگرام - پایگاه شعر و ادب پارسی
۱ - النوبة الثانیة
رشیدالدین میبدی
رشیدالدین میبدی( ۵۱- سورة الذاریات‏ )
81

۱ - النوبة الثانیة

این سوره هزار و دویست و هشتاد و هفت حرف است، سیصد و شصت کلمت و شصت آیت، جمله بمکه فرو آمد باجماع مفسّران و در این سورة دو آیت منسوخ است، یکى: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ منسوخ است باین آیت که بوى متصل است: وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ.
آیت دوم: وَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ، منسوخ است بآیت زکاة. و در بیان فضیلت سورة ابىّ بن کعب گفت: قال رسول اللَّه (ص) من قرأ سورة، و الذاریات ذروا أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد کل ریح هبّت و جرت فى الدنیا.
قوله: وَ الذَّارِیاتِ ذَرْواً یعنى الریاح التی تذروا التراب ذروا کقوله: تعالى تَذْرُوهُ الرِّیاحُ، تقول ذروت الشی‏ء ذروا اذا اطرته فى الهواء و اذریت الشی‏ء اذراء اذا نثرته بالارض و قوله: ذَرْواً، مصدر افاد المبالغة فى الکثرة و قیل ذروا مفعول و المراد به المذروّ.
فَالْحامِلاتِ وِقْراً یعنى السحاب تحمل ثقلا من الماء کقوله: السَّحابَ الثِّقالَ و قوله: سَحاباً ثِقالًا.
فَالْجارِیاتِ یُسْراً، هى السفن تجرى فى الماء جریا سهلا کقوله: لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ وَ مِنْ آیاتِهِ الْجَوارِ فِی الْبَحْرِ حَمَلْناکُمْ فِی الْجارِیَةِ.
فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً. یعنى الملائکة میکائیل و جنده یقسمون ارزاق المرتزقین بامر اللَّه. و قیل الملائکة تاتى بامور مختلفة: جبرئیل بالغلظة و میکائیل بالرحمة و عزرائیل بالموت و اسرافیل بالنفخ.
روى انّ عبد اللَّه بن کوّاء سأل علیا (ع) عن الذَّارِیاتِ فقال الریاح و عن فَالْحامِلاتِ وِقْراً فقال السحاب و عن فَالْجارِیاتِ یُسْراً فقال السفن و عن فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً فقال الملائکة.
و روى انّ رجلا من اهل البصرة اسمه صبیغ جاء الى عمر بن الخطاب فقال ما الذاریات ذروا؟ قال الریاح و لو لا انّى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک قال فما الحاملات وقرا قال السحاب و لو لا انى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک، قال فما الجاریات یسرا قال السفن و لو لا انّى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک، قال فما المقسّمات امرا قال الملائکة و لو لا انّى سمعت رسول اللَّه (ص) یقول ذلک لم اخبرک، اقسم اللَّه بهذه الاشیاء لما فیها من الدلالة على صنعه، و قیل فیها اضمار تقدیره: و رب الذاریات.
روى عن کعب الاحبار قال: لو حبس اللَّه عز و جل الریح عن الارض ثلاثة ایّام ما بقى على الارض شی‏ء الا نتن و عن العوام بن حوشب قال: تخرج الجنوب من الجنّة فتمرّ على جهنم فغمها منها و برکاتها من الجنة و تخرج الشمال من جهنم فتمرّ على الجنّة فروحها من الجنة و شرّها من النار. و قیل الشمال تمرّ بجنة عدن فتأخذ من عرف طیبها فتمرّ على ارواح الصدّیقین. و عن عبد اللَّه شدّاد قال: انّ الریح من روح اللَّه عز و جل فاذا رایتموها فسلوا اللَّه من خیرها و عوذوا به من شرها و عن جابر رضى اللَّه عنه قال: هاجت ریح کادت تدفن الراکب من شدّتها
فقال النبى (ص): هذه ریح ارسلت لموت منافق، فقد منا المدینة فاذا رأس من رءوس المنافقین قد مات.
و روى انّ مساکن الریاح اجنحة الکروبیّین حملة الکراسى فتهیج من ثم فتقع بعجلة الشمس ثم تهیج من عجلة الشمس فتقع برؤوس الجبال فتقع فى البرّ فتأخذ الشمال حدها من کرسى بنات النعش الى مغرب الشمس و تأتى الدبور حدها من مغرب الشمس الى مطلع سهیل و تأتى الجنوب حدها من مطلع سهیل الى مطلع الشمس و تأتى الصبا حدها من مطلع الشمس الى کرسى بنات النعش، فلا تدخل هذه فى حدّ هذه و لا هذه فى حدّ هذه. و قال ابن عمر الریاح ثمان، اربع منها عذاب و اربع منها رحمة امّا الرحمة فالناشرات و المبشّرات و الذاریات و المرسلات و امّا العذاب فالعاصف و القاصف و الصّرصر و العقیم و اراد ابن عمر ما فى القرآن من الفاظ الریاح.
قوله: فَالْحامِلاتِ وِقْراً هى السحاب تحمل المطر، روى عن خالد بن معدان قال انّ فى الجنة شجرة تثمر السحاب فالسوداء التی نضجت تحمل المطر و البیضاء التی لم تنضج لا تحمل المطر و قال کعب السحاب غربال المطر و لو لا السحاب لا فسد المطر ما اصاب من الارض. و فى روایة لو لا ذلک لخد فى الارض اخدودا و کان الحسن اذا نظر الى السحاب قال للَّه و اللَّه رزقکم و لکن تحرمونه بخطایاکم و اعمالکم، و عن عکرمة قال: ما انزل اللَّه عز و جل من السماء قطرة الا انبت بها فى الارض عشبة او فى البحر لؤلؤة و قال کعب المطر زوج الارض.
فَالْجارِیاتِ یُسْراً روى عن عبد اللَّه بن عمر قال البحر زق بید ملک لو یغفل عنه الملک لطمّ على الارض و قال النبى (ص) لا یرکبنّ رجل البحر الا غازیا او حاجّا او معتمرا فانّ تحت البحر نارا و انّ تحت النار بحرا و انّ تحت البحر نارا.
و قال الحسن: البحر طبق جهنم. و قال کعب: ما من لیلة الا و البحار تشرف على الخلائق، فتقول یا رب ائذن لنا نغرق الخطّائین فیأمرها تبارک و تعالى فتسکن و سأل سلیمان بن داود ملک البحر فخرجت الیه دابّة من البحر فجعلت تنسلّ من حیث طلعت الشمس حتى انتصف النهار، تقول هذا و لمّا یخرج نصفى بعد فتعوّذ باللّه من البحر و من ملکه.
قوله: فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً هذا کقوله: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً. قال عبد الرحمن بن سابط: یدبّر امر الارض اربعة من الملائکة جبرئیل و میکائیل و اسرافیل و ملک الموت علیهم السلام فجبرئیل على الجنود و الریاح و میکائیل على القطر و النبات و ملک الموت على قبض الارواح و اسرافیل یبلّغهم ما یؤمرون به و فى الخبر انّ رسول اللَّه (ص) سأل جبرئیل ان یتراءى له فى صورته فغشى على رسول اللَّه حین رآه ثم افاق و جبرئیل یسنده واضعا احدى یدیه فى صدره و الأخرى بین کتفیه فقال سبحان اللَّه ما کنت اظن شیئا من الخلق هکذا، فقال جبرئیل فکیف لو رأیت اسرافیل‏
و قال (ص) رأیت جبرئیل و قد هبط قد ملأ بین الخافقین علیه ثیاب سندس معلّق به اللؤلؤ و الیاقوت‏
و قیل المراد بالکلّ الملائکة لاجماعهم على انّ المقسّمات امرا هم الملائکة فیکون الکل من جنس واحد لانه عطف بعضها على بعض بالفاء و ذلک یقتضى اتصالا و تعقیبا فتصیر التقدیر اقسم بالملئکة التی تذرو الریاح فتحمل السحاب فتجرى بها و یقسّمها فى البلاد بین العباد ثم ذکر المقسم علیه. فقال: إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ اى انّ ما توعدون من الثواب و العقاب لصدق وقع اسم الفاعل موقع المصدر. و قیل لصادق اى ذو صدق وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ اى الحساب و الجزاء لکائن، ثمّ ابتدأ قسما آخر فقال: وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُکِ، قال ابن عباس حبکها حسنها و استواءها، یقال للنسّاج اذا نسج الثوب فاجاد ما احسن حبکه و قال سعید بن جبیر ذات الحبک اى ذات الزینة، معناه النجوم و قال مقاتل و الکلبى: الحبک الطرائق الحسنة مثل ما یظهر على الماء من هبوب الریح و على الرمل و الشعر الجعد و لکنها لا ترى لبعدها من الناس، واحدتها حبیکة کالطریقة و الطرق و قیل الحبک الخطوط و قیل جمع حباک کالمثال و المثل. ثم ذکر جواب القسم فقال: إِنَّکُمْ، یعنى یا اهل مکه، لَفِی قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ. فى القرآن. و فى محمد (ص) یقولون فى القرآن سحر و کهانة و اساطیر الاولین و فى محمد ساحر و شاعر و مجنون و قیل قول مختلف اى مصدّق و مکذّب و مقرّ و منکر و محقّ و مبطل و قیل اختلافهم فى الساعة بالتکذیب و الشک لقوله: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا و قال تعالى: عَمَّ یَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ، الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ.
قوله: یُؤْفَکُ عَنْهُ هذه الهاء راجعة الى قوله: لَصادِقٌ و الافک الصرف تأویله یصرف عن تصدیق ذلک الوعد الصادق من صرف عن الهدى فى الازل. و قیل معناه یصرف عن الحق من کذب و دعى الى الباطل.
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ اى لعن الکذّابون المرتابون الظانّون باللّه ظنّ السوء التخرّص التقوّل بالظن و هم المقتسمون الذین اقتسموا اعقاب مکة و اقتسموا القول فى النبى (ص) لیصرفوا الناس عن دین الاسلام، و قال مجاهد: هم الکهنة.
الَّذِینَ هُمْ فِی غَمْرَةٍ اى فى غفلة متناهیة و الغمرة فوق الغفلة و السهو دون الغفلة و المعنى هم فى غایة الجهل ساهُونَ عن الحق غافلون عن امر الآخرة.
یَسْئَلُونَ أَیَّانَ یَوْمُ الدِّینِ اى یقولون استهزاء و تکذیبا یا محمد متى الیوم الذى توعّدنا فیه بوقوع الجزاء، ایّان کلمة معناها متى و اصلها اىّ اوان، فحذفت الهمزة و الواو.
یَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ یُفْتَنُونَ هذا جواب من اللَّه لهم اى تکون هذه الجزاء فى یوم هم على النار اى بالنار یفتنون، یعذّبون و یحرقون بها کما یفتن الذّهب بالنار یقال فتنت الشی‏ء اى احرقت خبثه لیظهر خلاصه، و الکافر کلّه خبث فیحرق کلّه.
ذُوقُوا فِتْنَتَکُمْ اى یقول لهم خزنة النار ذوقوا عذابکم و احراقکم بالنار هذَا العذاب و هذا الیوم الَّذِی کُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ بقولکم: مَتى‏ هذَا الْوَعْدُ، و بقولکم: فَأْتِنا بِما تَعِدُنا، و قیل یُفْتَنُونَ اى یختبرون، و یسئلون عمّا کانوا فیه فى الدنیا کقوله: ما ذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِینَ «ما ذا کنتم تفعلون»، ثمّ بیّن مستقرّا المؤمنین فقال: إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ. آخِذِینَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ فیه وجهان احدهما: انّه حال ثابت لهم فى الدنیا اى عاملین بما یأمرهم ربهم فى الدنیا کقوله: ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ و منه قولهم: اخذت بقول فلان فى مسئلة کذا. و الوجه الثانى: آخذین فى الجنة ما اعطاهم ربهم من ثواب اعمالهم، إِنَّهُمْ کانُوا قَبْلَ ذلِکَ، اى قبل دخول. الجنّة کانوا مُحْسِنِینَ مؤمنین مطیعین فى الدنیا ثمّ فسّر فقال: کانُوا قَلِیلًا مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ ما صلة و المعنى قلیلا من اللّیل ینامون.
قال الحسن یمدّون الصلاة الى السحر ثم یستغفرون. و قال قتادة لا ینامون عن صلاة العشاء و قیل یصلّون ما بین المغرب و العشاء و قیل معناه قلّ لیلة تاتى علیهم الا صلّوا فیها شیئا امّا من اوّلها او من اوسطها، و وقف بعضهم على قوله قلیلا، اى کانوا من الناس قلیلا ثم ابتدأ مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ و جعله جحدا اى لا ینامون باللیل البتّة بل یقومون للصلاة و العبادة و هو قول الضحاک و مقاتل.
وَ بِالْأَسْحارِ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ قال الکلبى و مجاهد و مقاتل: و بالاسحار یصلّون و ذلک انّ صلوتهم لطلب المغفرة و فى الخبر الصحیح روى ابو هریرة قال: قال النبى ینزل اللَّه الى السماء الدنیا کل لیلة حین یبقى ثلث اللیل فیقول انا الملک من الذى یدعونى فاستجیب له، من الذى یسئلنى فاعطیه، من الذى یستغفرنى فاغفر له.
و عن ابن عباس قال: کان النبى (ص) اذا قام من اللیل یتهجد قال اللهم انت الحمد انت نور السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت ضیاء السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت قیم السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت ملک السماوات و الارض و من فیهن و لک الحمد انت الحق و وعدک حق و لقاؤک حق و قولک حق و الجنّة حق و النار حق و النّبیّون حق و محمد حق و الساعة حق. اللهم لک اسلمت و بک آمنت و علیک توکلت و الیک انبت و بک خاصمت و الیک حاکمت فاغفر ما قدّمت و ما اخّرت و ما اسررت و ما اعلنت انت المقدّم و انت المؤخّر لا اله الا انت و لا حول و لا قوة الا باللّه.
قوله: وَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ فیه قولان، احدهما: الزکاة و الثانى: حق سوى الزکاة تصل به رحما او تقرى به ضیفا او تحمل به کلّا و ذهب بعضهم الى انّه منسوخ بآیة الزکاة و السائل هو الذى یسئل الناس لحاجته و فاقته فیجب ان یعطى من غیر تفتیش عن حاله لقوله: للسائل حق و ان جاء على فرس و المحروم هو الذى حرم من الرزق ما یکفیه و فیه اقوال احدها: انّ المحروم الذى لیس له فى الفى‏ء نصیب و لا فى الزکاة سهم، قاله ابن عباس و قیل هو المصاب ثمره او زرعه من قوله عز و جل: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ و قیل هو المحارف الذى لا تستقیم له حرفة و قیل هو المتعفف الذى لا یظهر فاقته بالسؤال و لا یفطن له فیتصدّق علیه، و قیل هو ابو البنات. و فى الخبر افضل الصدقة، الصدقة على ذى الرحم الکاشح.
الکاشح العدوّ. و عن انس انّ النبى (ص) قال: یا انس ویل للاغنیاء من الفقراء یوم القیمة یقولون یا ربنا ظلمونا حقوقنا التی فرضت لنا علیهم قال: فیقول و عزتى لاقرّبنکم و لابعدنّهم و تلا رسول اللَّه (ص) هذه الایة: وَ فِی أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ.
وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ، اى عبر و عظات اذا ساروا فیها، لِلْمُوقِنِینَ یرید ما فیها من الجبال و البحار و الاشجار و النبات و قیل یرید ما وقع فیها من العذاب بالامم الخالیة.
وَ فِی أَنْفُسِکُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ یعنى وَ فِی أَنْفُسِکُمْ، آیات و عبر و هى اقرب الاشیاء الیکم و آیاتها تربى على آیات السماوات و الارض، منها: استواء المفاصل و قیل یأکل و یشرب من مدخل واحد و یخرجان من مخرجین و قیل آیاتها انّها کانت نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما الى ان نفخ فیها الروح و قال عطاء: یرید اختلاف الالسنة و الصور و الالوان و الطبائع، أَ فَلا تُبْصِرُونَ. کیف خلقکم فتعرفوا قدرته على البعث، وَ فِی السَّماءِ رِزْقُکُمْ، قال ابن عباس و مقاتل: یعنى المطر الذى هو سبب الارزاق و قیل فى بمعنى على و تقدیره على رب السماء رزقکم کقوله: وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها، وَ ما تُوعَدُونَ من الجنّة و النار و الثواب و العقاب، ثم اقسم بنفسه فقال: فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ یعنى انّ الذى ذکرت من امر الرزق، لَحَقٌّ، روى انّ النبى (ص) قال قاتل اللَّه اقواما اقسم لهم ربهم ثم لم یصدّقوه، مِثْلَ ما أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ. قال ابن عباس: معناه انه لحق کما ان قول لا اله الا اللَّه حق و قیل کما لا شک انکم ناطقون کذلک لا شک فى وقوع ما توعدون. و قال الزجاج شبّه اللَّه تعالى تحقق ما اخبر عنه بتحقق نطق الآدمى و وجوده و قیل معناه کما لا یدرى احدکم من این نطقه و من این یجتمع الکلام حرفا حرفا، کذلک یأتیه رزقه قوتا قوتا و لا یدرى من این یأتیه و قیل کما انّ کلّ انسان ینطق بلسان نفسه لا یمکنه ان ینطق بلسان غیره فکذلک کلّ انسان یاکل رزق نفسه الذى قسم له و لا یقدر ان یأکل رزق غیره.
قرأ حمزة الکسائى و ابو بکر عن عاصم مثل برفع اللام على انّه نعت للحق و الباقون بالنصب على انّه صفة مصدر محذوف اى انّه لحق حقا مثل ما انّکم تنطقون.
قوله: هَلْ أَتاکَ حَدِیثُ ضَیْفِ إِبْراهِیمَ الْمُکْرَمِینَ سمّاهم مکرمین لانّهم کانوا ملائکة کراما و قد قال اللَّه عز و جل: بَلْ عِبادٌ مُکْرَمُونَ و قیل لانّهم کانوا ضیف ابراهیم و کان ابراهیم اکرم الخلیقة و ضیف الکرام مکرمون و قیل لانّ ابراهیم (ع) اکرمهم بتعجیل قراءهم و القیام بنفسه علیهم و طلاقة الوجه.
و قال ابن عباس: سمّاهم مکرمین لانّهم جاءوا غیر مدعوّین. و فى الخبر عن النبى (ص) قال: من کان یؤمن باللّه و الیوم الآخر فلیکرم ضیفه.
إِذْ دَخَلُوا عَلَیْهِ فَقالُوا سَلاماً، اى سلّموا علیه سلاما للتحیة، قالَ سَلامٌ، اى ردّ علیهم السلام بمثل ما سلّموا و قیل معناه نحن سلم لک غیر محاربین لتسکن نفسه فاجابهم بمثل ذلک فقال سلم اى نحن ایضا، قَوْمٌ مُنْکَرُونَ اى غرباء لا اعرفکم. قال ابن عباس ظنّ ابراهیم انهم بنو آدم فقال فى نفسه هؤلاء قوم لا نعرفهم، و قیل انّما انکر امرهم لانهم دخلوا علیه من غیر استیذان و قیل لم یکن السّلام تحیتهم فى ذلک الزمان فلمّا سلّموا علیه نکرهم.
فَراغَ إِلى‏ أَهْلِهِ، اتاهم فى خفیة من ضیفه لئلا یعلموا بما یتکلّفه لهم، راغ اى اسرع فى خفاء، فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِینٍ مشوىّ و کان اکثر ماله (ص)، البقر و اختار السمین زیادة فى اکرامهم.
فَقَرَّبَهُ إِلَیْهِمْ لیأکلوا فلم یأکلوا لانّهم لا یأکلون و لا یشربون، قالَ ابراهیم، أَ لا تَأْکُلُونَ لم یأمرهم بالاکل تعظیما لهم، فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِیفَةً، اذ رفعوا ایدیهم عن طعامه و ظنّ انهم جاءوه بشرّ یریدونه، قالُوا لا تَخَفْ، انّا رسل اللَّه و قیل انّ جبرئیل مسح العجل بجناحه فقام یدرج حتى لحق بامّه و کانت فى الدار فصدّقهم و امن، وَ بَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِیمٍ یعنى اسحاق علیه السلام.
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِی صَرَّةٍ، اى صیحة تقول اوه ا الد و انا عجوز و الصرّة الصیحة الرفیعة منها صریر الباب. و قیل فى صرّة اى فى حیاء لأنّها رأت اثر الحیض، فَصَکَّتْ وَجْهَها، اى لطمت وجهها و قیل جمعت اصابعها فضربت جبینها تعجّبا کعادة النساء اذا انکرن شیئا، وَ قالَتْ عَجُوزٌ عَقِیمٌ اى انا عجوز و قیل معناه أ تلد عجوز و لها تسع و تسعون سنة و کانت فى شبابها عقیما لم تلد.
قالُوا کَذلِکَ قالَ رَبُّکِ، اى کما قلنا لک قال ربک انّک ستلدین غلاما، إِنَّهُ هُوَ الْحَکِیمُ، فى فعله، الْعَلِیمُ بعباده.قالَ فَما خَطْبُکُمْ أَیُّهَا الْمُرْسَلُونَ اى ارسلتم لامر جلیل و شأن عظیم فما ذا کم.
قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى‏ قَوْمٍ مُجْرِمِینَ یعنى لاهلاکهم و هم قوم لوط و مدینتهم سدوم.
لِنُرْسِلَ عَلَیْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِینٍ اى آجر فانّه طین طبخ فصار حجارة و قیل حجارة الارض کلّها کانت طینا صارت حجارة على مرّ الدهور.
مُسَوَّمَةً، اى معلّمة و کانت حجارة سوداء علیها خطوط حمر على کلّ واحد منها اسم من رمى بها مکتوبا، عِنْدَ رَبِّکَ لِلْمُسْرِفِینَ المشرکین المجاوزین الحد فیه.
فَأَخْرَجْنا مَنْ کانَ فِیها اى فى قرى قوم لوط، مِنَ الْمُؤْمِنِینَ یعنى لوطا و من آمن به کقوله: فَأَسْرِ بِأَهْلِکَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّیْلِ.
فَما وَجَدْنا فِیها غَیْرَ بَیْتٍ، اى غیر اهل بیت، مِنَ الْمُسْلِمِینَ یعنى لوطا و ابنتیه، وصفهم اللَّه تعالى بالایمان و الاسلام جمیعا لانّه ما من مؤمن الا و هو مسلم.
وَ تَرَکْنا فِیها، اى فى مدینة قوم لوط، آیة لِلَّذِینَ یَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِیمَ اى علامة للخائفین تدلّهم على انّ اللَّه اهلکهم فیخافون مثل عذابهم کقوله: إِنَّ فِی ذلِکَ لَعِبْرَةً لِمَنْ یَخْشى‏ و کقوله: ذلِکَ لِمَنْ خافَ مَقامِی.
وَ فِی مُوسى‏، یعنى و ترکنا فى ارسال موسى ایضا عبرة و قیل هو معطوف على قوله: وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ. إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى‏ فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِینٍ بحجة ظاهرة.
فَتَوَلَّى بِرُکْنِهِ، اى اعرض فرعون عن الایمان بجموعه و جنوده و قیل برکنه اى بجانبه و جمیع بدنه و هو کنایة عن المبالغة فى الاعراض، و قیل بقوّته و قومه و الرکن ما رکن الیه الانسان من مال و جند و قوة، وَ قالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ او هاهنا للعطف، تأویله ساحر و مجنون، کقوله: إِلى‏ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ یعنى و یزیدون.
أَخَذْناهُ وَ جُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِی الْیَمِ‏ اى اغرقناهم فى البحر یعنى بحر اساف هُوَ مُلِیمٌ‏ اتى بما یلام علیه.
وَ فِی عادٍ، معطوف على قوله: وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ اى و فى اهلاک عاد ایضا عبرة، إِذْ أَرْسَلْنا عَلَیْهِمُ الرِّیحَ الْعَقِیمَ و هى التی لا خیر فیها و لا برکة و لا تلقح شجرا و لا تحمل مطرا و لا تنشئ سحابا و هى الدبور من قوله علیه السلام نصرت بالصبا و اهلکت عاد بالدبور و قیل هو الجنوب.
ما تَذَرُ مِنْ شَیْ‏ءٍ أَتَتْ عَلَیْهِ، من انفسهم و انعامهم و اموالهم، إِلَّا جَعَلَتْهُ کَالرَّمِیمِ یعنى کالشی‏ء الهالک البالى و هو نبات الارض اذا یبس و دیس و قیل کالرماد و قیل کالتراب المدقوق.
وَ فِی ثَمُودَ یعنى قوم صالح، إِذْ قِیلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِینٍ، یعنى الى وقت فناء آجالهم و ذلک انّهم لما عقروا الناقة قیل لهم تمتّعوا ثلاثة ایام.
فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بعد مضىّ الایام الثلاثة، و الصاعقة کلّ عذاب مهلک و قیل هى الموت و قرأ الکسائى الصّعقة و هى الصوت الذى یکون من الصاعقة، وَ هُمْ یَنْظُرُونَ، اى یرون ذلک عیانا.
فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِیامٍ، فما قاموا بعد نزول العذاب بهم و لا قدروا على نهوض و قیل ما استطاعوا من ان یقیموا به فیدفعوه عن انفسهم: وَ ما کانُوا مُنْتَصِرِینَ اى منتقمین منّا و لا ممتنعین من العذاب.
وَ قَوْمَ نُوحٍ قرأ حمزة و الکسائى و ابو عمرو بکسر المیم معطوفا على قوله: وَ فِی الْأَرْضِ آیاتٌ، یعنى و فى قوم نوح ایضا آیة و عبرة، و قرأ الآخرون بالنصب معطوفا على قوله:أَخَذْناهُ وَ جُنُودَهُ‏
یعنى فاغرقنا قوم نوح، مِنْ قَبْلُ، عاد و ثمود و قوم فرعون، إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ.
وَ السَّماءَ بَنَیْناها بِأَیْدٍ، الاید القوّة، تقول ایّدک اللَّه اى قوّاک اللَّه و منه قوله: عَمِلَتْ أَیْدِینا أَنْعاماً وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ اى قادرون، و قیل معناه نحن فى سعة ممّا نرید و لا یضیق عنّا شی‏ء نریده. وَ الْأَرْضَ فَرَشْناها، اى بسطناها و مددناها لیستقرّوا علیها، فَنِعْمَ الْماهِدُونَ نحن. قال ابن عباس: اى نعم ما وطّأت لعبادى.