شعرگرام - پایگاه شعر و ادب پارسی
النوبة الثانیة
رشیدالدین میبدی
رشیدالدین میبدی( ۸۱- سورة التکویر- مکیة )
83

النوبة الثانیة

این سوره بیست و نه آیتست، صد و چهار کلمت، پانصد و سى و سه حرف. جمله‏ به مکة فرو آمده و مفسّران آن را در مکّیّات شمرند و درین سوره ناسخ و منسوخ نیست، مگر یک آیت: لِمَنْ شاءَ مِنْکُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ نسخت بالآیة الّتى تلیها و هی قوله: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ.
روى عن «عبد اللَّه بن عمر» قال: قال رسول اللَّه (ص): من احبّ ان ینظر فی یوم القیامة فلیقرأ اذا الشمس کورت.
و روى عن ابى بن کعب قال: قال رسول اللَّه (ص): من قرأ إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ اعاذه اللَّه ان یفضحه حین تنشر صحیفته.
قوله تعالى: إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ التّکویر تلفیف على جهة الاستدارة و منه کور العمامة یقال: کرت العمامة على رأسى اکورها کورا و کوّرتها تکویرا اذا لففتها و منه کارة القصّار. فالشّمس تکوّر بان یجمع نورها حتّى تصیر کالکارة الملقاة فیذهب ضوءها و یجدّد اللَّه تعالى للعباد ضیاء غیرها. قال الزجاج: جمع بعضها الى بعض ثمّ لفّت کما تلفّ العمامة فرمى بها و اذا فعل ذلک بها ذهب ضوءها و یحتمل ان تکویرها جمعها و لفّها مع القمر من قوله: «وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ» و لهذا لم یذکر القمر فى هذه الآیة. و قیل: التّکویر و الطّىّ واحد و قد قال سبحانه: یَوْمَ نَطْوِی السَّماءَ و فى طیّها تکویر الشّمس. و قال ابن عباس یکوّر اللَّه الشّمس و القمر و النّجوم یوم القیامة فی البحر ثمّ یبعث علیها ریحا دبورا فتضرمها فتصیر نارا. و عن ابى هریرة عن النّبی (ص) قال: «الشّمس و القمر مکوّران یوم القیامة»
وَ إِذَا النُّجُومُ انْکَدَرَتْ اى تناثرت من السّماء و تساقطت على الارض یقال: انکدر الطّائر اى سقط عن عشّه. قال الکلبى: تمطر السّماء یومئذ نجوما فلا یبقى نجم الّا وقع.
وَ إِذَا الْجِبالُ سُیِّرَتْ اى ذهبت عن اماکنها فصارت هباء منبثّا و صارت الارض کما کانت قبل خلق الجبال.
وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ الْعِشارُ جمع عشراء کنفاس و نفساء، و هى النّاقة الّتى اتى على حملها عشرة اشهر ثمّ لا تزال ذلک اسمها حتّى تضع لتمام سنة و هى انفس مال عند العرب «عُطِّلَتْ» اى اهملت و ترکت یعنى: انّ ذلک الیوم لشدّة اهواله یترک الاموال و الذّخائر فیه. و قیل: العشار السّحاب «عُطِّلَتْ» عن المطر.
و قیل: «الْعِشارُ» الارض «عُطِّلَتْ» عن الحرث و الزّرع.
وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ روى عن عکرمة عن ابن عباس قال: حشرها موتها قال و حشر کلّ شی‏ء الموت غیر الجنّ و الانس فانّهما یوقفان یوم القیامة فقیل اذا اذا اجتمعت فی الموت فقد «حُشِرَتْ»، و قیل: تحشر لتصدیق الوعد بالاحیاء لانّ اللَّه حکم بإحیاء کلّ میّت. و جاء فی الحدیث انّها تحشر للقصاص فی الموقف فیقتصّ للجمّاء من القرناء ثمّ تصیر ترابا و منهم من قال انّ القصاص ساقط عنها فیما یولم بعضها بعضا.
و امّا ما ینالها من الآلام و الشّدائد، فانّها لا محالة تعوّض عنها ثمّ انّ منهم من یقول: انّها تعوّض فی الدّنیا، و منهم من یقول فی الآخرة، و منهم من یقول فی الجنّة.
و قال بعضهم: یخلق اللَّه لها ریاضا فترعى فیها. و قال بعضهم: یعنى ما لیس لاهل الجنّة فی ابقائها انس و ما کان لهم فی لقائها او صوتها انس یدخلها الجنّة.
وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قرأ ابن کثیر و ابو عمرو و یعقوب: بالتّخفیف و قرأ الباقون بالتّشدید. قال ابن عباس: اى احمیت و اوقدت فصارت نارا تضطرم کسجر التّنّور، یقال: کانت البحار نارا فجعلها اللَّه للمؤمنین و المتعبّدین ماء لاجل الطّهارة و المنفعة فاذا کان یوم القیامة عادت الى خلقتها و قال مجاهد و مقاتل: «سُجِّرَتْ» اى فجّر بعضها فی بعض العذب و الملح و ترفع الحوائل بینها فصارت البحور کلّها بحرا واحدا من الحمیم فیعذّب بها اهل النّار. و قال الکلبى ملئت حتّى فاضت على الارضین و منه البحر المسجور، و السّاجر: الحوض الممتلى. و قال الحسن و قتادة: یبست و ذهب ماؤها فلم یبق فیها قطرة. روى ابو العالیة عن ابى بن کعب قال: ستّ آیات قبل یوم القیامة بینما النّاس فی اسواقهم اذ ذهب ضوء الشّمس فبیناهم کذلک اذا تناثرت النّجوم فبیناهم کذلک اذ وقعت الجبال على وجه الارض فتحرّکت و اضطربت و فزعت الجنّ الى الانس و الانس الى الجنّ و اختلطت الدّوابّ و الطّیر و الوحش و ماج‏ بعضهم فی بعض فذلک قوله: وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ اى اختلطت.
وَ إِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ قال: قالت الجنّ للانس: نحن نأتیکم بالخبر فانطلقوا الى البحر فاذا هى نار تتاجج. قال: فبیناهم کذلک اذ تصدّعت الارض صدعة واحدة الى الارض السّابعة السّفلى و الى السّماء السّابعة العلیا، فبیناهم کذلک اذ جاءتهم الرّیح فاماتتهم. و قال ابن عباس: هى اثنى عشرة خصلة ستّة فی الدّنیا و ستّة فی الآخرة و هی ما ذکر من بعد.
وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ‏
روى فی الخبر عن رسول اللَّه (ص): الضّرباء کلّ رجل مع کلّ قوم یعملون عمله و سئل عمر بن الخطاب عنه فقال: یقرن بین الرّجل الصّالح مع الرّجل الصّالح فی الجنّة و یقرن بین الرّجل السّوء مع رجل السّوء فی النّار.
و هذا قول عکرمة. و قال الحسن و قتادة: الحق کلّ امرئ بشیعته الیهودىّ بالیهود، و النّصرانىّ بالنّصارى. و قال عطاء و مقاتل: «زُوِّجَتْ» نفوس المؤمنین بازواجها من الحور العین و قرنت نفوس الکافرین بقرنائها من الشّیاطین. و قال عکرمة: «زُوِّجَتْ» النّفوس بالارواح فتردّ الارواح الى الاجساد. و قیل: «زُوِّجَتْ» النّفوس باعمالها. و قیل: هو من قوله:«وَ کُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً».
وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ کانت العرب تئد البنات خشیة الاملاق و خوف الاسترقاق و مخافة العار و «الْمَوْؤُدَةُ» هى المدفونة حیّة، و سؤالها تهدید لوائدها کقوله تعالى فی قصّة عیسى (ع): «أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ» الآیة، اى ینتصف لها و یطلب دمها. قال ابن عباس: کانت المرأة فی الجاهلیّة اذا حملت و کان اوان ولادها حفرت حفرة فتمخّضت على رأس الحفرة فان ولدت جاریة رمست بها فی الحفرة و ان ولدت غلاما حبسته. و روى انّ قیس بن عاصم المنقرى سیّد اهل الوبر جاء الى رسول اللَّه (ص) فقال له فی خلال کلامه: انّى و أدت تسع بنات لى فقال رسول اللَّه (ص): اذبح عن کلّ واحدة منهنّ شاة. فقال: انّ لى ابلا. قال: فانحر عن کلّ واحدة جزورا.
و قال قتادة: الضّمیر فی قوله: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ یعود الى القتلة، اى یسأل القتلة لم قتلوها؟ و قیل معناه: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ طلبت حتّى تدّعى على الوائد و قرأ ابن عباس: و اذا الموؤدة سألت.
بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ اى هى تسأل.
وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ قرأ نافع و ابن عامر و عاصم و یعقوب: نشرت بالتّخفیف و قرأ الباقون بالتّشدید کقوله: «صُحُفاً مُنَشَّرَةً» و المعنى: کلّ انسان یعطى کتاب عمله منشورا عن طیّه یقال له: «اقْرَأْ کِتابَکَ» و فی الخبر یحشر النّاس عراة حفاة. قالت امّ سلمة: یا رسول اللَّه کیف بالنّساء؟ قال: «شغل النّاس یا امّ سلمة». قالت: «و ما شغلهم»؟ قال: نشر الصّحف فیها مثاقیل الذّرّ و مثاقیل الخردل.
وَ إِذَا السَّماءُ کُشِطَتْ اى نزعت فطویت. و قال الزجاج: قلعت کما یقلع السّقف. و الکشط: القلع من شدّة التزاق ککشط جلدة الرّأس یقال: کشطها کشطا اذا قلعها. و قیل: ینزع ما فیها من الشّمس و القمر و النّجوم.
وَ إِذَا الْجَحِیمُ سُعِّرَتْ قرأ نافع و ابن عامر و حفص عن عاصم: «سُعِّرَتْ» بالتّشدید و قرأ الباقون بالتّخفیف اى اوقدت و اضرمت لاعداء اللَّه. قال قتادة سعّرها غضب اللَّه و خطایا بنى آدم.
وَ إِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ قربت لاولیاء اللَّه و قیل: قربت من الغیب الى الخلق.
عَلِمَتْ نَفْسٌ اى علمت کلّ نفس «ما أَحْضَرَتْ» من خیر او شرّ و اثیب على قدر عملها و قد کان قیل ذلک غافلا عنه و هذا تمام الکلام و هو جواب لقوله: إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ و ما بعدها.
فَلا أُقْسِمُ لا صلة و تأکید أو ردّ على منکر البعث و مکذّبى الرّسول. التّأویل أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْکُنَّسِ الخنوس التّاخّر، و سمّى الشیطان خنّاسا لانّه یدخل صدر المؤمن، فیضع خرطومه على قلبه یوسوس، فاذا ذکر القلب اللَّه عزّ و جلّ خنّس: الشّیطان، اى تأخّر «و الخنّس» جمع خانس «و الکنّس» جمع کانس و الکنوس، الدّخول فی الکناس و هو الموضع الّذى یأوى الیه الوحش، و المراد بها خمسة انجم تجرى فی فلک السّماء جریا مثل الشّمس و القمر و سائر النّجوم کالقنادیل معلّقة و هنّ زحل و یسمّى ایضا کیوان و المشترى و یسمّى ایضا راویس و برجیس و المرّیخ و یسمّى ایضا بهرام و زهرة و تسمّى ایضا ناهید و عطارد و یسمّى ایضا الکاتب و خنوسها رجوعها فی سیرها و تأخّرها عن مطالعها فی کلّ عام تأخّر بتأخّرها عن تعجیل ذلک الطّلوع، تخنّس عنه و کنوسها دخولها فی بروج السّماء فاذا سارت راجعة فهى خانسة و اذا سارت مستقیمة فهى کانسة. و قال قتادة: هى النّجوم تبدو باللّیل و تخنس بالنّهار فتخفى فلا ترى و قیل: لعلى (ع) ما «الخنّس» «الجوار الکنّس»؟ قال هى الکواکب تخنس بالنّهار فلا ترى. و تکنس باللّیل فتأوى الى مجاریها.
و قیل: الکنس بقر الوحش و الکنس الظّباء.
وَ اللَّیْلِ إِذا عَسْعَسَ اى اقبل بظلامه و هو قول الحسن. و قال الآخرون اى ادبر. تقول العرب عسعس اللّیل و سعسع اذا ادبر و لم یبق منه الّا الیسیر.
وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ای اقبل و اضاء و بدا اوّله. و قیل: امتدّ و ارتفع حتّى یصیر نهارا.
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ هذا جواب القسم و هو ممتدّ الى آخر السّورة، یعنى: انّ القرآن الّذى هو کلام اللَّه انزل به جبرئیل فقاله لمحمّد (ص) «و ما هو بقول البشر» کما قال قریش: «و الرّسول الکریم» هو جبرئیل (ع) و قوله بلاغه عن اللَّه عزّ و جلّ و القرآن قول اللَّه و کلامه. و قیل: القرآن قول اللَّه وحیا و کلاما و قول جبرئیل تنزیلا و قول محمد (ص) انذارا و ابلاغا.
«ذِی قُوَّةٍ» یعنى جبرئیل (ع) و کان من قوّته انّه اقتلع قریّات قوم لوط من الماء الاسود و حملها على جناحه فرفعها الى السّماء ثمّ قلّبها و انّه ابصر ابلیس یکلّم عیسى (ع) على بعض عقبات الارض المقدّسة فنفخه بجناحه نفخة القاه الى اقصى جبل الهند و انّه صاح صیحة بثمود «فاصبحوا جاثمین» و انّه یهبط من السّماء الى الارض و یصعد فی اسرع من الطّرف. عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَکِینٍ اى عند اللَّه ذى مکانة و منزلة و قدر «مُطاعٍ ثَمَّ» اى فی السّماوات تطیعه الملائکة فیما یأمرهم به و ینهیهم عنه و طاعته واجبة على اهل السّماوات کطاعة النّبیّ على اهل الارض و من طاعة الملائکة ایّاه انّهم فتحوا ابواب السّماوات لیلة المعراج بقوله لرسول اللَّه (ص) و فتح خزنة الجنّة ابوابها بقوله: «أَمِینٍ» على وحى اللَّه و رسالته على انبیائه و قیل: «ثَمَّ أَمِینٍ» اى عند اللَّه «أَمِینٍ».
وَ ما صاحِبُکُمْ بِمَجْنُونٍ یقول لاهل مکة «وَ ما صاحِبُکُمْ» یعنى محمدا (ص) «بِمَجْنُونٍ» و هذا ایضا من جواب القسم، اقسم على انّ القرآن نزل به جبرئیل و انّ محمدا (ص) لیس کما یقوله اهل مکة و ذلک انّهم قالوا: انّه مجنون، و ما یقول بقوله من عند نفسه.
وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ یعنى: راى النّبیّ (ص) جبرئیل (ع) على صورته الّتى خلق فیها «بِالْأُفُقِ الْمُبِینِ» یعنى: بالافق الاعلى من ناحیة المشرق الّذى یجی‏ء منه النّهار قاله مجاهد و قتادة و فی الخبر عن عکرمة عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه (ص) لجبرئیل: «انّى احبّ ان اراک فی صورتک الّتى تکون فیها فی السّماء». قال: لن تقوى على ذلک. قال: «بلى» قال: فاین تشاء ان اتخیّل لک؟ قال «بالابطح». قال: لا یسعنى.
قال: «فبمنا». قال: لا یسعنى. قال: «فبعرفات». قال ذاک بالحرى ان یسعنى فواعده فخرج النّبیّ (ص) للوقت فاذا هو بجبرئیل قد اقبل من جبال عرفة بخشخشة و کلکلة قد ملأ ما بین المشرق و المغرب و رأسه فی السّماء و رجلاه فی الارض! فلمّا رآه النّبی (ص) خرّ مغشیّا علیه. قال: فتحوّل جبرئیل فی صورته فضمّه الى صدره و قال: یا محمد لا تخف! فکیف لو رأیت اسرافیل و رأسه من تحت العرش و رجلاه فی النّجوم السّابعة و انّ العرش لعلى کاهله و انّه لیتضاءل احیانا من مخافة اللَّه عزّ و جل حتّى یصیر مثل الوصع یعنى العصفور حتّى ما یحمل عرش ربّک الا عظمته.
قوله: «وَ ما هُوَ» یعنى محمد (ص) «عَلَى الْغَیْبِ» اى على الوحى و خبر السّماء و ما اطلع علیه ممّا کان غائبا عنه من الانباء و القصص «بِضَنِینٍ» بمتّهم اى یجب ان لا یتّهم بزیادة و نقصان فیما اتى به و الضّنّة: التّهمة. قرأ عاصم و حمزة و نافع و ابن عامر «بِضَنِینٍ» بالضّاد و معناه ببخیل یعنى یؤدّى ما یوحى الیه و لا یبخل به علیکم بل یعلّمکم و یخبرکم به. یقال: ضننت بالشّى‏ء بکسر النّون اضنّ به ضنّا اى بخلت.
وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَیْطانٍ رَجِیمٍ اى ما القرآن بقول شیطان مطرود مرمىّ بالشّهب من قوله و ما تنزّلت به الشّیاطین. و قال الکلبى: یقول انّ القرآن لیس بشعر و لا کهانة کما قالت قریش.
فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ یقال للرّاکب رأسه فی الأمر این یذهب بک و این تذهب؟
و قیل: معناه این تعدلون عن هذا القرآن و فیه الشّفاء و البیان؟ و قال الزجاج: اىّ طریق تسلکون ابین من هذه الطّریقة الّتى قد بیّنت لکم؟ و قیل: «فَأَیْنَ تَذْهَبُونَ» عن عذاب اللَّه او عن ثواب اللَّه. ثمّ بیّن فقال: إِنْ هُوَ إِلَّا ذِکْرٌ لِلْعالَمِینَ اى ما القرآن الّا موعظة للخلق اجمعین. ثمّ خصّص فقال: لِمَنْ شاءَ مِنْکُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ اى القرآن نذیر لمن احبّ الاستقامة و اتّبع الحقّ و عمل به و اقام علیه. و عن ابى هریرة قال: لمّا انزل اللَّه على رسوله: لِمَنْ شاءَ مِنْکُمْ أَنْ یَسْتَقِیمَ قالوا: الأمر الینا ان شئنا استقمنا و ان شئنا لم نستقم. فانزل اللَّه تعالى: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ اعلمهم انّ الهدایة و التّوفیق الى اللَّه. اى ما تَشاؤُنَ الهدایة و الاستقامة إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ توفیقکم. فمن شاء اللَّه له الایمان آمن، و من شاء له الکفر کفر. قال الحسن و اللَّه ما شاءت العرب الاسلام حتّى شاءه لها. و عن وهب بن منبّه قال: الکتب الّتى انزلها اللَّه على الانبیاء بضع و تسعون کتابا قرأت منها بضعا و ثمانین کتابا فوجدت فیها من جعل الى نفسه شیئا من المشیّة فقد کفر. و قال الواسطى: اعجزک فی جمیع اوصافک فلا تشاء الّا بمشیّته و لا تعمل الّا بقوّته و لا تطیع الّا بفضله و لا تعصى الّا بخذلانه. فما ذا یبقى لک و بماذا تفتخر من افعالک و لیس من فعلک شی‏ء.